
لم يكن أحد يتخيل تلك الأهمية الكبيرة و العظيمة والحيوية لمبنى سنترال رمسيس وأن حركة الحياة فى مصر مرتبطة بهذا المبنى القابع فى شارع رمسيس، إلا بعد حدوث هذا الحريق الهائل به والذى إستمر لأكثر من ١٥ ساعة رغم محاولات رجال الحماية المدنية الأبطال فى حدود إمكانياتهم لإطفائه ولكن دون جدوى فبعد الإطفاء يتجدد الإشتعال مرة أخرى.
هذا الحريق الذى أدى إلى وفاة ٤ من العاملين بالسنترال وعدد من المصابين، تسبب فى شلل العديد من الخدمات الحيوية الهامة التى لا غني عنها بعد إنقطاع خدمة الإتصالات وخدمات الإنترنت، حيث انعدمت خدمات الطوارىء وخدمات الإسعاف وخدمات المطافىء، وتوقفت حركة المعاملات المالية، وحجز القطارات، وتوقفت الحركة لعدة ساعات فى مطار القاهرة، وكذلك تم تعليق العمل بالبورصة المصرية ، وحدثت مشاكل متعددة في كل الأماكن التي يتم فيها الدفع عن طريق الفيزا، أو أبلكيشن البنوك.
وبالنظر إلى كل هذا التأثير الكبير على مفاصل الحركة والحياة فى مصر نتيجه لحريق مبنى هذا السنترال وكذلك الصورة الذهنيه السلبية أمام العالم و كذلك لمستثمرى الخارج عن تأثر بلد بحجم مصر وتأثر الحركة المالية والخدمات الأخرى، بمجرد حدوث حريق فى مبنى واحد، الأمر الذي يدعو أي مستثمر للتفكير ألف مرة قبل الأستثمار فى مثل هذة البيئة والوضع القائم.
وخلال مشاهدتك لهذا الحدث، تتبادر إلى الذهن عدة أسئلة تبحث عن إجابات، السؤال الأول: كيف يمكن جعل كل هذه الخدمات الحيوية والهامة لبلد بحجم مصر فى هذا المبنى القابع فى منطقة مزدحمة على مدار اليوم بشارع رمسيس؟.
والسؤال الثانى: كيف لا يكون هناك نظام و«سيستم» إطفاء حريق أتوماتيكى يعمل بمجرد حدوث حريق حتى لا يمتد الحريق إلى باقى المبنى فى مكان بهذه الحيوية والأهمية؟.
والسؤال الثالث: لماذا لم يتم التفكير في نقل هذا السنترال الذي يؤثر على حركة الحياة في مصر إلى مكان متسع مثل القرية الذكية أو العاصمة الإدارية وهذه كانت أولوية عن غيرها من العديد من المشروعات الأخرى؟.
والسؤال الرابع: من يتحمل مسؤلية هذا الإهمال وكل هذه الخسائر، وهل ستتم محاسبتهم أم أن الأمر سيستغرق بعض الإهتمام الإعلامي وكلها أيام وينسى الجميع ما حدث وكأن شيئا لم يحدث؟.
والسؤال الأخير: هل يمكن أن يكون هذا الحادث جرس إنذار يُفيق النائمين والغافلين من سكرتهم وإهمالهم وأن ما حدث حتى لو لم يكن بفعل فاعل فمن الممكن أن يحدث فى يوم من الأيام وفى أماكن حيوية أخرى بفعل فاعل أو بيد عدو متربص بنا كلنا نعلمه، وهل نتعلم ألا نضع البيض كله فى سلة واحدة وأن يكون لدينا خطط التعامل مع الأزمات وإيجاد البدائل؟.
وأخيرا أقول إن هذه المحنة من الممكن أن نخرج منها بدروس تقينا من أحداث أضخم وذات تأثير أوسع مستقبلاً، هذا لو كان لدينا الرغبة و الإرادة فى إستيعاب الدروس وأن نتغير إلى الأفضل.






